مركز الجامعة للخدمات الطلابية بتربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تَارِيخُ الأَدَبِ الْعَرَبِيِّ 2007/2008

اذهب الى الأسفل

تَارِيخُ الأَدَبِ الْعَرَبِيِّ 2007/2008 Empty تَارِيخُ الأَدَبِ الْعَرَبِيِّ 2007/2008

مُساهمة  Admin الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 3:58 am


تَارِيخُ الأَدَبِ الْعَرَبِيِّ
2007/2008
المحاضرة الأولى
(1)
التاريخ: 11/2/08
لمحات تاريخية:-
لقد كان بداية العهد الإسلامي عام 622م وقد قررها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه السنة الهجرية الأولى. من هنا بدأ تدوين التاريخ العربي الإسلامي. وما قبل ذا سمي بالفترة العبّاسيّة
جيء في القرآن الكريم {يا نساء النّبي قرن في بيوتكنّ ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى} وهذا يدلّنا على وجود جاهليّتيْن من الناحية التاريخية. والواقع أنّ ما يهمّنا قد يعطينا ومضات على بداية التاريخ الجاهلي الذي يتناول النصوص الأدبية المنقولة لنا باستشهاد الجاحظ حيث قال بما معناه أنّ النصوص الشعرية الجاهلية ترجع إلى مدة 150-200 عام قبل الإسلام.
إذا: 450م كانت بداية العصر الجاهلي المراد الحديث عنه.
العهد اللاحق لعهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان الخلافة الراشدية ولم تدم طويلا (40 عاما) والأموية (90 عاما).
لمحات جغرافيّة: نشأ الأدب العربي في شبه جزيرة العرب، وهي منطقة محاطة بالبحار من جوانب ثلاث، يحدها من جانبها الرابع بلاد الشام. مناطق صحراوية في غالبيّتها، ما امتد منها على طول ساحل البحر الأحمر سمّي بمنطقة تهاما، وكانت خصبة. المنطقة المركزية كانت منطقة الحجاز- مركز ظهور الإسلام- ثم نجد وقد كانت مناطق جبلية قاحلة في معظمها, وكانت هنالك مدن ساحلية أخرى كعمان واليمن السّعيد. في هذا الجو وهذه البيئة نشأ الأدب العربيّ.
لمحات عن السّكان: في الواقع، لم يعرف من أين جاء العرب، أكانوا سكّانا أصليين في شبه الجزيرة أم أنّهم جاءوا مجموعات مهاجرين من إفريقيا. ولكن هذا غير مهم. ما يهمّنا معرفة نشأة الأدب العربي وتطور اللغة والانتشار التدريجي، يمكن ملاحظة تطور الخط العربي حينذاك، حيث بدأت الكتابة تنتشر تدريجيا، إلى أن بدأ التدوين في القرن الرابع للميلاد. نجد بعض النقوش لا زالت على أبنية قديمة حتى اليوم بالأحرف العربية الأصلية.
كان العرب يتكونون من مجموعات تسمى قبائل، والقبيلة وحدة اجتماعيّة أساسية، لم يكن العرب على إثرها شعبا واحدا. تنتمي القبائل إلى أنساب مختلفة، وقد أجد علماء الأنساب شبه خريطة لتطوّر أنساب العرب، حيث نسبوا انحدارهم أخيرا إلى أجداد ثلاث مركزيّة (وهنالك من يرى أنّهم جدان فقط).
1- قحطان : وقد كان جد آل جنوب الجزيرة (اليمن وما أحيط بها) وهو الجدّ الأوّل العربيّ المعترف به رسميّا. سمي كل من انحدر من نسبه بالعرب العاربة (أي العرب الأصليّون)
2- عدنان: جد آل مضر (القبائل الشمالية التي استوطنت مكّة وضواحيها) سمي المنحدرون من نسبه بالعرب المستعربة (أي عرب جذورهم ليست عربيّة)
3- قضاعة: وقد اختلف على وجود هذا الجد، وعلى نسبه: أقحطانيّ أم عدنانيّ.
على هذا الأساس، يمكن أن نلاحظ أن لغة القحطانيّين كانت تختلف عن لغة أهل الشّمال.

تجاريّا: كان للجزيرة العربية علاقات واسعة مع العالم المحيط بها: تجاريّا، حضاريّا وسياسيّا. وأماّ تجاريا فنعلم أن هنالك موانئ عديدة انتشرت على السواحل (عدن وغيره) وكانت مراكز استيراد وتصدير. من خلال تداول البضائع اطّلع العرب على الحضارات الأخرى، وإن لم يندمجوا بها، كالسمات الروحيّة، أي عندما بدأول يفكرون بالأديان كانت حولهم دول فيها ما يشبع معرفتهم في "ما بعد الموت" والعقائد الأخرى المختلفة.

الدّيانة: الشعوب البدائيّة عادة تبدأ بعبادة مركبات الطبيعة والأجرام السماوية، والتي لا يمكن تفسيرها بشكل دقيق. الحيوانات والنباتات تضمن في المركبات تلك، تتطوّر هذه المفاهيم مع الوقت حتّى تخلص في النهاية إلى إدراك مفهوم الإله الواحد غير المرئي (الخروج عن المحسوس).
للعلماء العرب نظريّة أخرى: بقولون أن الإسلام دين إبراهيم "وتقول الآية " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا" (آية 67 – آل عمران)معنى ذلك أنّ عبادة التوحيد كانت موجودة سابقا، ( هنا ذكر بروفيسور جورج قنازع قصّتي إسماعيل في الديانتين: الإسلاميّة واليهوديّة) لا تتفق المعلومة التي تقول أن إسماعيل عليه السلام تزوج من عبية ومنه تناسل العرب بينما يرى اليهود أن إسحاق هو الذبيح . في العودة إلى العقيدة وإبراهيم: يمكننا أن نطرح فكرة وجود توحيد إبراهيم عليه السّلام كشاهد على وجودها فكرة (التوحيد)، فكيف يمكن أن تترافق هذه الفكرة التي قيل عنها متطورة مع أن الطبيعة هي التي كانت تعبد؟؟؟
هنالك رواية عربية ثانية تتناول قضية الديانة والدين عند العرب، تقول أن العربي كان يترك مكة، يأخذ قبل مغادرته منها أربعة حجارة، يجعل ثلاثة لإشعال النّار، والرّابع يتّخذه وسيلة للوصل بين مكة (كما القبلة في الدين الإسلامي). مع الزمن نسي العرب التوحيد وبدأوا يعيدون الحجارة.
يذكر في كتاب الأصنام لابن الكلبيّ أسماء أصنام بعدد القبائل، جمعت وأدرجت في الكعبة، وكانت 360 صنما، حطمت جميعا. يمكننا اعتبار هذه الرواية غير منطقية(الرواية الثانية)، وأن الرواية الأولى (التي تدرج تطور الدينة من عبادة الطبيعة إلى عبادة التوحيد).
في هذا الإطار، عندما وصلنا الشعر الجاهلي لاحظنا وجود ذكر اسم الجلالة، وهذا يعني أنه وقبل عشرات السنين وجدت فكرة التوحيد (لاحظ الأفكار المتعددة التي يعالجها المحاضر خلال المحاضرة، حيث يعرض عدّة أوجه للموضوع كل منها يتناول قضية الديانة من جهة). مثلا: زهير بن أبي سلمى قال بما معناه أن الله الخالق الواحد.
*مفهوم الشرك: إدخال آلهة أخرى مع الله وعبادتها، لذلك حارب وسيحارب الإسلام هذه الفكرة.
الشواهد القرآنية التي تؤكد وجود الشرك في الجاهلية كثيرة نذكر منها :
1- {يابنيّ لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلم عظيم} – لقمان آية 13
2- {قل بل ملّة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين} – البقرة آية 135 وشواهد بعد عديدة
الأصنام
1- هُبَل: يقال أنّ شخصا اسمه عمر بن لحي: وقيل أنّه جلبه من خارج الجزيرة. حسب كتاب "الأصنام" صنع من عقيق أحمر بيد مبتورة جعلت له قريش يدا من ذهب تعظيما له.
2- إساف ونائلة: كانا فاسقين، فمسخهما الله صنمين وجعل أحدهما على الصفا والآخر على المروة ليتعظ الناس بهما، ولكن الناس نسوا القصة، وأدخلا في ما بعد إلى الكعبة صنمين يعبدان.
3- العزّى: حسب الطبري كان أعظم أصنام مكة، كان عبّاده من قبيلة لخم، ويقال أنّ المنذر بن ماء السماء –ملك الحيرة- ذبح 400 جندي من رجاله أضحية أمامه. وغيرها من الأصنام
نلاحظ أنّ الأصنام قسمت إلى نوعين: أصنام جيء بها من داخل الجزيرة، وأصنام جيء بها من خارجها. وقد نسب لعمرو بن لحي نقل وإدخال الأصنام من خارج الجزيرة.
*قصيّ بن كلاب (المقرّش كما نعتته كتب التاريخ)- موحّد مجموعة من القبائل الضعيفة في قبيلة ما واحدة تحمل اسم قريش.
* قريش: المعنى الأساسي هو القبيلة الموحدة الكريمة التي تعطي للفقراء، أو القبيلة القوية (لذلك تشبه بالقرش، الأسماك التي تأكل ولا تؤكل).

المصطلح أدب/دأب: وهو مصطلح لم يعرف في الجاهلية.
بالاعتماد على النصوص القديمة، لم تكن هذه الكلمة مستعملة بغرض التعريف بالأدب كما نفهمه اليوم بل كانت تحمل معنى التهذيب. دليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أدّبني ربّي فأحسن تأديبي" أمّا الكلمة الشهيرة فقد كانت دأب. نالينو – مستشرق إيطالي- (تناول الكلمة دأب وأجرى دراسة حولها) وجد أنّ الكلمة أدآب سبب طريقة اللفظ انتقلت المدة من النصف إلى صدر الكلمة (آداب) بينما في الفترة المؤخرة نسبوا الكلمة لجذر أ.د.ب (أأداب) – من كتاب تاريخ الأدب العربي – كارلو نالينو.
بدأ المستشرقون في القرن الثامن عشر والتاسع عشر تدوين تاريخ الأدب العربي، وكان هنالك بعض المساعي العربية للتدوين هذا، نذكر منها محاولة طه حسين، ولكنه غير واف. وحتى اليوم لا نجد أنّ المساعي قد نجحت فعلا في تناول تاريخ الأدب العربي بالشكل الوافي ، وتبقى محاولات تذكر لها تقديرها ومكانتها رغم كل شيء كمحاولات شوقي ضيف (تاريخ الأدب العربي – وهو مجلدات سبع) .
يجدر الذكر للتنويه أن تاريخ الأدب العربي الجاهلي كان في معظمه شعرا.

الشعر العربي الجاهلي: أشكال الشعر
- القصيدة – المقطوعة – الأرجوزة -
أوّلا: القصيدة
هنالك 15 وزنا (بحرا) شعريا خاص بالقصيدة. يختار الشاعر منها ما يشاء، لكنها صعبة لأن عليه التمسك بالقافية والوزن. عادة البيت الأول يظهر فيه التصريع
جيء بكلمة قصيدة من قصد (قطع) أي قطع القصيدة إلى صدر وعجز، وهذا الأمر غير موجود في الرّجز. هنالك معنى آخر لمسمى القصيدة: بناء فني له غاية أو قصد يظهر في القسم الأخير من البناء الفني
المبنى العام للقصيدة
* المبنى الثّلاثي: يبدأ بالنّسيب، والقسم الثّاني وصف الرحلة، والثّالث القصد(المدح، الهجاء، الفخر..)
في المقدمة عادة يبدأ الشّاعر بالتّشبيب أو النّسيب، وهو ذكر المرأة المحبوبة. الوقوف على الأطلال هو المقصد. بعد ذلك يريد أن ينسى، ينتقل لذلك ببيت انتقال غالبا ما كان هذا الانتقال سريعا يدلَّل عليه بكلمة (دع عنك أو ما شابه). الوصف لاحقا يكون للدّابة ورحلته في الصّحراء (مع وصف متضمّن للصحراء) إلى أن يصل إلى القصد من هذا المبنى الفنّي الذي لا بدّ أن يؤدّي إلى شيء كبير، وينتظر الشّاعر في المديح مكافئة معيّنة كالمال أو المعونة من الممدوح. هذا المبنى مبنى خاص بقصيدة المدح في بداياتها الأمر الذي تنبه له نقّاد العقد السادس من الفترة الإسلاميّة وهي وحدة فنّيّة واحدة، وقد ظلّ ذلك مقبولا حتّى فترة أحمد شوقي والخديوي.
على هذا النّسق كتب الشّاعر قصيدة الفخر وشعر الهجاء. من هنا يجب أن نفهم أنّ الشّاعر كان ذو مكانة خاصّة جدّا في القبيلة. لذا، كان موجودا إلى جانب سيّد القبيلة، وإذا كان السّيّد هو الشّاعر (عمرو بن كلثوم مثلا) وهذا أفضل بكثير (أن يكون الشّاعر هو سيّد القبيلة)، وكذا وضع الخطابة.
اعتقد الجاهليون أن قصيدة الهجاء تشبه سهام الليل، أي أن الشاعر الذي لا يميز بين رجل وامرأة ويسبّ كل من في طريقه. القصيدة كما قلنا مبنى فنّي، ذلك أنّ معظم الدارسين بدأوا يفكّرون بعلاقة النسيب بالهجاء، والواضح أن الدّارسين الجدد لم يبلغوا الوعي والفهم والإدراك للنّفس الجاهليّة وطباعها بعد.من المبنى الثّلاثيّ الذي اتّبعه الشّعراء في قصائد الرثاء المبدوءة بالنسيب، رغم عدم وجود علاقتهما ببعضهما ممّا أدّى إلى تطوّر القصيدة ذات القسمين:
القسم الأوّل: النّظر الفلسفي إلى الماضي والحاضر .القسم الثّاني: ذكر الشّخص المرثي.
ثانيا: الأرجوزة
الوزن الخاص لهذا النوع كان وزن الرجز أو ما سمي بحمار الشعراء. وهو وزن بسيط مكوّن من ثلاث تفعيلات (مستفعلن مستفعلن مستفعلن) أو ست (وست تفعيلات هي الحالة التامّة).
إذا: الرجز العادي ست تفعيلات
مجزوء الرجز: حذف تفعيلة من كل شطر
مستفعلن مستفعلن

يقال أن الأرجوزة أول مظهر من مظاهر تطور الشعر العربي، يشعر الراجز معه بأنّه له مطلق الحرية بالتلاعب بالأرجوزة إذا شاء جعلها طويلة وإن لم يشأ فيقصرها، يستطيع أيضا أن يغير القافية ما بين الشطور. قيل أيضا أنّ هذا الشعر قد اشتهر وغني، وكان سريع النظم سهلا حتّى على العاديين (غير شعراء).
شهدت الأرجوزة تطورا أدخله أحد الخلفاء الأمويين وقد سمي " بالرجز المزدوج.
___________ أ ____________
___________ب____________
___________ ت____________
قيل أيضا أنّ هذا الشعر قد اشتهر وغني، وكان سريع النظم سهلا حتّى على العاديين (غير شعراء).
ثالثا: المقطوعة
وحدة الموضوع كانت تميّزها، وقد عرفت عند الشّعراء على اختلافهم وخاصّة الصّعاليك، وهي قصيدة تتراوح ما بين 5 -20 بيت.



المحاضرة الثّانية
(2)
18/2/2008
القبيلة العربيّة: وهي وحدة اجتماعيّة كانت تفرّق من وحدة العرب قبل الإسلام. كان للقبيلة شيخ ومجلس يسمّى الملأ. يتكوّن من رؤوس بطون شعائر وبطون يشبهون مجلس الشّورى الذي ظهر في صدر الإسلام( الأفخاذ والبطون والعشائرهي تراكيب القبيلة). قد يكون الشّيخ شاعرا وخطيبا أو إحداهما وإن لم يكن أيّا منهما فيكون لجانبه الشّاعر ويزعم حسب ما جيء أنّ الشّاعر من شَعَرَ، أي أنّه صاحب حاسّة سادسة، يشعر بالشّيء قبل حدوثه. جيء بقصّة على لسان أحد الشعراء يوبّخ القبيلة على عدم ردّهم حينما نبّههم. يقال أيضا أنّ لكل شاعر شيطان. عند العرب مذكور اسمها في مجمّع خاص (شياطين الشّعر) فإذا كانت هنالك مشادّة بين شاعرين متنافسين، فكلّ شيطان يعطي صاحبه الوحي الملائم

كان هنالك أحلاف بين القبائل (وقد كان يقرّر الملأ الانضمام إلى الحلف أو عدم ذلك). الحياة في القبائل كانت تنقسم إلى قسمين أساسيّين:
أ‌- حياة الحضر: مدن ثابتة غير متنقّلة
ب‌- حياة المَدَر: حياة التّنقّل بالخيام من مكان إلى آخر، والسّبب في ذلك البحث عن مراع للماشية، وقد يغادر أبناء القبيلة مكانا ما، ثمّ يعودون لها في ما بعد.
معنى ذلك أنّ الحياة لم تكن سهلة ومستقلّة وذلك لقلّة مصدر الرزق ولذلك كان الصراع بين القبائل حالة طبيعيّة. الغزوات كانت لأخذ الغنائم، والغزو عادة كان يحدث في صباح مفاجئ يكون هدفها أخذ الغنائم. أحد شروط الغزو ألّا يكون هنالك قتل إلا في الحالات القصوى مما أظهر ظاهرة الأخذ بالثّأر، وقد أصبح لاحقا موضوع يكتب به شعراء الجاهليّة. العربيّ البدويّ حاول دائما أن يكون منتصرا وأن يحافظ على شرفه وزوجته. وعلى ذلك كان العربيّ البدويّ يرفض أخذ السبايا ممّا يهزّ عرضه وشرفه (الإهانة). يحاول البدويّ إصلاح ذلك عن طريق الاستعداد للثّار ولكنّه قد يأخذ وقتا طويلا ممّا يجعله يمتنع عن الملذات كشرب الخمر حتّى يأخذ بالثأر
ومن الذي آلى ثلاثين حجّة عن الخمر حتّى زاركم بالكتائبِ (قيس بن الخطيب)
هذه المجموعة من الغزوات تعرف ب "أيّام العرب"، وهي الحروب التي كانت تدور بين القبائل المختلفة سواء القبائل العدنانيّة ببعضها أو القحطانيّة ببعضها أو القحطانيّة مع العدنانيّة. كانت تبدأ الغزوات من الصبح وتستمر بالنّهار وتتوقف في الليل إلّا في القادسيّة (معلومة مشكوك بها) عند ظهور الإسلام.
أهميّة الحرب إذا بحثنا في المصادر العربيّة القديمة، نجد أنّ أيّام العرب 132 يوما إلى جانب 80 يوما في الإسلام في التّقريب (لسبب ضياع تسجيل أيام لم يرد ذكرها في التدوين التاريخي العربي.كتب الشعر الذي قيل في هذه الأيام (ملاحم وصفيّة ثوريّة..) ونتائج وأسباب وغيرها، ومن خلاله نلاحظ أن المرأة كانت تخرج إلى ساحة النزال لسببين أولهما لتحث وتشجع المحاربين على الحرب والثاني التمريض والعناية بالخيل وما شابه. الأهم من ذلك أنها كانت موضوع يذكر. وصلنا من هذا الشّعر مقطوعات شعريّة لقصائد في قائمة طويلة وشعراء عديدون.
الشّعر الجالهلي

تحدّثنا في ما سبق عن تعريف الجاهليّة.
الشّعر الجاهليّ هو كلّ شعر قيل قبل فترة الإسلام، هذا الشّعر إمّا أراجيز أو قصائد أو مقطوعات. غالبا كان كان الشّاعر يبدأ حياته بشكل راوية.
الرّاوية لغة : وعاء من الجلد يحفظ به كميّة كبيرة من الماء، وبما أنّ الراوية يحفظ الكثير من الشّعر شبّه بها.
الحطيئة على سبيل المثال كان راوية لشعر زهير بن أبي سلمى، ويقال أنّ الحطيئة نحل الشّعر ونشره وهذا قد طوّر من قدراته الشّعريّة وهيّأه ليكون شاعرا في ما بعد.
قيل أن الرّاوية كان يلقي ما يحفظ من شعر في سوقي: عكاظ ومَربَد، حيث تلتقي الوفود المختلفة من القبائل المختلف. معنى ذلك أنّنا أمام ظاهرة حاولت حفظ الشّعر، إنّما اعتمد كثيرا على الذّاكرة . استمرّ الأمر حتّى أواخر القرن الهجري الأوّل، حيث بدأ التّدوين في النّصف الثّاني من القرن الثّاني للإسلام.
الاضطراب الذي ظهر في عدد أبيات القصيدة أو ترتيب الأبيات أدّى إلى الشكّ في صحّة الرّواية. نقل لنا على سبيل المثال عدد أبيات متفاوت لذات القصيدة لعمرو ابن كلثوم (26 بيتا، 106 بيتا، 116 بيتا).
أثر الفرق في عدد الأبيات: إذا اعتبرنا أن القصيدة 100 بيت وأنّ النّص الموجود أمامنا هو أقصر ممّا قيل، فماذا حدث؟
الذي حدث يحتمل تأويلات متفاوتة: كضياع جزء من أقسام القصيدة، وحينما جاء من جمعهم لم يحسن ترتيبهم.
فترة التّدوين بشكل عام تبدأ في القرن الهجريّ الأول، إنّما اقتصر التّدوين على نسخ القرآن. بعد مرور فترة طويلة على إهمال تدوين الشّعر، بدأ العرب من جديد يجمعون الشّعر ويدوّنونه.
لدينا من الدّلائل ما يكفي لتأكيد وجود الكتابة في عهود سابقة، قيل مثلا أنّ في العهد الجاهليّ كان هنالك ديوان شعر لكل قبيلة سمّي –ديوان القبيلة-، وصلنا منها واحد هو ديوان بني هذيل ، وصل بشكل جزئيّ غير كامل. هذا يعني أنّ عمليّة جمع الشّعر كانت رائجة، إنّما التّدوين الرّسميّ لم يكن قائما كما في القرن الثاني الإسلامي.
بدأ التدوين المتأخّر للشّعر لأسباب عديدة:
1- بدأ اللغويّون يهتمّون بالشّعر القديم لأنّها غنيّة بمفردات اللغة وتعابيرها المختلفة، ثمّ جيء بعدهم علماء من مجالات مختلفة اهتمّوا بالشّعر كلّ أخذ الشّعر لغرض دراساته وأبحاثه أمثال علماء الجغرافيا والتّاريخ وغيرهم
2- الاهتمام بأخبار الملوك. (معاوية بن أبي سفيان كان يشجّع الرّواة على تجميع أخبار ملوك اليمن وقصص الصّحابة) نعرف من الرّواة ابن المنبّه وكان راوٍ لقصص أهل اليمن.
3- الشّروح القرآنيّة : استنباط المعاني باستشهاد بأبيات شعر نُقلت من الفترة الجاهليّة تحمل ذات المعنى.
مع وصلونا إلى الشّروح القرآنيّة نلاحظ اتّساع اهتمام العلماء بالشّعر الجاهلي. في القرن الثّالث للهجرة ظهرت طبقة جديدة من المدوّنين اهتمّوا بجمع الشّعر في دواوين خاصّة، لكلّ شاعر على حدة.
هذه الفترة الطّويلة بين رواية الشعر وتدوينه كانت أساس مشاكل فيه، ذلك أنّ بعض الباحثين يدّعي أنّ كل الشّعر المنقول مزيّف. والتزييف ظاهرة شاعت أصداؤها منذ القرن الهجري الأوّل.
قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار" . معنى ذلك أنّ التزييف كان موجودا (وإن لم يعنى بالحديث الشّريف الشّعر) في القرن الأوّل والثّاني بسبب النّزاعات السياسيّة، وقد أثّر ذلك في علماء الكوفة والبصرة، صار كلّ طرف منهما يتّهم الآخر بالتزييف والنّحل. لم تقتصر الاتّهامات على النّظام الدّاخلي فحسب، فقد كان الفرس يتّهمون العرب بالانتحال والعرب يعملون بالمثل.
بدأ جمع الشّعر بسماعه من الرّواة، والمعروف أنّ الرّواية كانت سبيل رزق، لذا نتج الادّعاء بأنّ الرّاوية كان يزيّف الشّعر بنظمه ونسبه إلى الشّاعر الذي يروي له حتّى لا يفقد مصدر رزقه.
اهتمّ الشّعراء في القرن الثالث الهجري بقضية تزييف الشّعر ونحله. نذكر اهتمام ابن سلام الجمحي صاحب كتاب طبقات الشعراء، حيث تطرق في مقدمة هذا الكتاب إلى ذكر بعض الرواة المحرّفين والكتّاب المحرّفين أمثال محمد بن إسحاق (توفي 15 هـ) حيث اتهمه بنقل الشعر المزيف دون التأكد من صحته . كادعائه أن آدم عليه السّلام قال الشّعر العربيّ علما بأن آدم عليه السّلام لم يتحدّث العربيّة أو ذكر شعر لعدّة قبائل بائدة من آلاف السّنين.
إذا فالشّعر المدوّن ثلاث أنواع: صحيح (موجود في أصل المخطوطة للشّاعر) أو منسوب (غير موجود في المخطوطة لكنّه منسوب له) أو منحول (مزيّف) أي أنّه غير جاهليّ.
وتظلّ قضيّة التزييف قائمة حتّى يومنا هذا متداولة. في بداية القرن العشرين ميلادي كتب مستشرق إنجليزي (ديفد مارغوليوث) مقالة طويلة في أصول الشّعر العربي. من تلاميذه طه حسين. قام شارلز لايل في ما بعد في مقدّمة ترجمته للمفضليّات بتفنيد آراء مرغوليوث.
مقتبس: ركائز نظرية مارغوليوث وطه حسين
1- إن اللغة العربيّة لم تكن موحدة في الجاهلية ولم تظهر اللغة الأدبية إلا بظهور الإسلام وبتأثير من القرآن الكريم وقد كانت هناك لهجات للقبائل، بل كانت هناك لغات متباينة حميرية قحطانية في الجنوب، عربيّة عدنانيّة في الشّمال ولا بد أن كل هؤلاء كانوا يتحدثون بلهجاتهم وبلغاتهم ولكن الشعر الذي بين أيدينا جاء بلغة واحدة هي لغة القرآن والإسلام. وهذا يدلّ على أن المنتحلين اختلقوا هذا الشعر على غرار تلك اللغة الموجودة فيما بعد. فالشعر إذن مصنوع صنعة رجال أتقنوا اللغة المحدثة، فصاغوا ما أسموه شعرا جاهليّا حسب متطلباتها
2- إنه لم تكن هناك شعر جاهلي سابق على القرآن الكريم، وإن القرآن هو الذي فتح باب القول في الشعر لما هيأه من فواصل وإيقاعات ساعدت على الأوزان الشعرية وأكبر دليل على ذلك هو أن العرب أنفسهم لم يفرقوا بين الشعر والنثر، فخلطوا بين القرآن الكريم والشّعر ولو كانت لديهم حاسة التمييز والمعرفة لما وقعوا في مثل ذلك. والواضح أنّ الإيقاع المعروف والمألوف لديهم هو السّجع. أي سجع الكهّان. وعلى ذلك لم يكن هناك هذا الشعر المعروف لدينا بأوزانه التي بين أيدينا بل كان هناك كلام هو أقرب إلى النثر الجميل
3- تشابه الموضوعات بين كثير من الشعراء مما يدل على أنّ الراوية هو الذي وضع الشّعر
4- إنّ قريشا بالذات وغيرها من القبائل المضرية ثم القبائل التي دخلت في حوزة الإسلام اصطنعت هذا الشعر لما رأوا من تكرار اسم الشعر والشعراء في القرآن ولمجيء سورة كاملة باسم "الشعراء" وكان دافعهم إلى ذلك تمجيد الاسلام وتعظيم النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم واثبات صحة النبوة وتبرير مجيء سورة الجن في القرآن الكريم إلى جانب الحاجة إلى تفسير القرآن والحديث واستدلال بعض أصحاب الملل والمذاهب لأرائهم وكذلك إثبات وجود الحنيفية في الجاهليّة.
5- إنّ الرواة والعلماء المسلمين أوجدوا أمثال شخصيات امرئ القيس والأعشى وغيرهما ونحلوهم أشعارا على أنها جاهلية وعلى أنهم جاهليون وليس أدل على كذب وعدم ثقة أولائك العلماء والرواة من المطاعن التي توجه إلى علمين كبيرين أحدهما شيخ الرواة خلف الأحمر ووالآخر جماع أهم مجموعة شعرية من لك الشعر المنسوب إلى الجاهلية المسماة بالمعلقات، وهو حماد الراوية ومع كل، فإن حفظ ذلك الشعر كان يتطلب وجود فئة خاصة مهمتها حفظ الشعر واستذكاره باستمرار وهذا أمر صعب وجوده في مجتمع كالمجتمع الجاهلي ومع ذلك فالقصائد طويلة وهو أمر يحتاج إلى عملية حفظ شاقة وغير ممكنة بهذا الشكل
6- إنّ الصراع بين العرب والموالي فيما عرف بالشعوبية وكذلك العصبية القبلية حيث يدعو هذا الشعراء إلى الضغينة القبلية وهو ما يحاربه الإسلام كانا من أكبر دوافع الانتحال لأن العرب رأوا أنه ليس لديهم تاريخ يفخرون به فاصطنعوا الشعر وادعوه على أنّه سجلّ العرب، أمّا الفرس وهم أضخم مجموعة في الموالي فوجدوا أنهم أصحاب حضارة عريقة أصبحت بائدة بمجيء الإسلام وأن العرب يفخرون عليهم بالشعر فاصطنعوا أيضا شعرا للرد على أولائك على أساس أن عندهم ما يساويهم وصنعت أيضا بعض القبائل شعرا على لسان رجالاتها للتعويض عما ينقصها من ذلك.
7- إن القرآن الكريم يمثل العرب أمة ذات جدال وذهنية واعية قادرة على الحوار في حين أن الشعر المنسوب إلى الجاهلية يمثلهم غلظاء أجلافا ليس لديهم تلك المقدرة العقلية العالية
8- إن الشعر المنسوب إلى الجاهلية لايمثل الحياة الاجتماعية للعرب، فنحن لا نراه يصور لنا البحر مثلا، وكانت قبائل عربية ينسب إليها قول الشعر الجاهلي تسكن مناطق بحرية مثل قبيلة عبد القيس وإياد وبكر وتغلب كما أنّا لا نرى أيّة صورة أخرى عن حياتهم الاجتماعية كالزّواج والألعاب وغيرها.
9- إن هذا الشعر الجاهلي لا يصور الحياة الدينية عند العرب وذلك على الرغم من أن المشركين كانوا أشد حرصا على معبوداتهم ودياناتهم فلماذا صمت الشعر عن ذلك؟!
10- إنه لا يصور إلا الكرم والسخاء ولا يصور الطبقات المسحوقة في المجتمع في حين أن مجتمع الصحراء يفترض وجود طبقة عريضة من المحتاجين وفي حين أنّ القرآن نفسه يشدد على قضايا اقتصادية مهمة مثل الربا الزكاة الصدقة كما ذم القرآن البخل واكتناز الأموال.
11- إنه أيضا لا يرينا كيف كانت العلاقات السياسية بين العرب وجيرانهم من الروم والفرس والأحباش ومعلوم أن لهؤلاء صلات وثيقة بهم ولكن هذا الشعر لا يعنيه من ذلك شيء
12- إن الشعر الجاهلي يشتمل على معان إسلامية وإشارات قرآنية مثل قصة نوح وسليمان عليه السّلام وهذا يدل أن المسلمين هم الذين وضعوا ذلك بتأثير القرآن الكريم والدين الإسلامي
13- يرى الاثنان أن القصص والقصاصين قد لعبا دورا مهما في إضافة واختراع أشعار منحولة نسبوها إلى الجاهلية وذلك لكي يزينوا بها حكاياتهم وأحاديثهم وليرضوا به جمهورا معينا من الناس.
لقد كان أساس نظرية مرغوليوث ومعتقده هو نفي وجود شعر جاهلي، والتشكيك في روايات الشعر اللاحقة لذلك العهد. حاول الكثير من الباحثين أن يثبتوا عكس هذه الفكرة. طه حسين الذي أعجبته فكرة مرغوليوث قام بتأليف كتاب ضخم من عدّة مجلّدات حمل عنوان " في الشّعر الجاهلي" وضع فيه أسس نظرية مرغوليوث وطوره
ادعى طه حسين أن الشعر الجاهلي وضع لخدمة الإسلام (قدّ على قدّ الإسلام) لذا ما نسب للحنفاء (شعر الحنفاء) كتب –برأيه- في العهد الإسلامي.
هذه النظرية أظهرت عددا كبيرا من مناقدي طه حسين خاصة لكتابه "في الشّعر الجاهلي" حيث طالب الأزهر تقديم طه حسين للمحاكمة لأنه مسّ شخص النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لكنه المحكمة بعد ذلك برّأته لادعائها بأنّه انتهج منهج دي كارت (من لا يشك لا يصل إلى الحقيقة). مع ذلك سحب كتاب طه حسين من الأسواق، وعاد ليظهر بعد أن أزيل منه الباب الذي يتعرّض فيه لشخص النبي صلى الله عليه وسلم وآله وعدل فيه بعض النقاط الأخرى مع محافظته على أساس الفرضية وأطلق عليه اسم (في الأدب الجاهلي).

في بداية التدوين كان التدوين لقصائد متفرقة لكن في فترة لاحقة أصبح التدوين لمجموعات في دواوين. المجموعة الأولى كانت المعلقات. قيل أنها ثمانية قصائد وقيل أنّها عشرة.
القصائد هذه هي أفضل القصائد من الناحية الفنية. طال الجدل حول أصل تسميتها. بعد القرن الرابع قيل أن المعلقات هي التي علقت في الكعبة. قيل أيضا دوّن، اعتمد على قول الملوك (علقوها ) لإيجاد هذا المعنى. مع ذلك هذا التعريف غير كاف.
شارلز لايل يحاول استقاء المعنى من قول شاعر جاهلي من بني ربيعة حيث يقول:
أبيتَ اللعنَ إن سَكَابَ عِلْقٌ نِفْسٌ لا يعارُ ولا يُبَاعُ
• أبيتَ اللعنَ – جملة دعائية (حفظك الله من كل عار).
معنى العلق على أساس البيت هو الشيء الثمين، ذو العظمة، كل مرادفات هذه الكلمة توافق المعنى. سميت المعلقات بالسمو والمذهبات والسبع الطوال، فمعلقة عمرو بن كلثوم مثلا 100 بيت، وهنالك روايات تقول أنها 60
آرثر أربيري (مستشرق) حرب أن يغطي نفسه تفسيرا آخر بناء على المرأة التي لا يطلقها زوجها ولا يبقى معها، لكنه تعريف ضعيف. التعريف: قصائد كتبت على الحديد، بماء الذهب وعلقت على الكعبة غير صحيح، إنّما سميت معلقة لميزتها الفنية والجمالية وقيمة أصحابها كذلك.
المجموعات الشعرية الأولى
أولا: حماد الراوية – جامع المعلقات- عاش في قصر الأمويين في الشام، طلب منه جمع القصائد لتعليم أبنائهم جذور العربية. جمع 12 قصيدة إسلامية وجاهلية. تعد هذه المجموعة أصل المعلقات، بعضها أزيل في فترة لاحقة.
حماد الراوية كان مولى لقبيلة بكر، لذلك نلحظ وجود معلقة للحارث بن حلزة من قبيلة بكر. لذا أزيلت في ما بعد من المعلقات. وبقي المتفق عليهم في المجموعات المختلفة خمسة: معلقة امرئ القيس، معلقة لبيد، معلقة طرفة، معلقة عنترة، ومعلقة عمرو بن هند.
الصراع القبلي بين تغلب وبكر كان له أثر كبير على جمع المعلقات، ذلك أن التغلبيين لاحقا ذكروا من بينهم عمرو بن كلثوم صاحب معلقة.
ثانيا: مع بداية العصر العباسي ظهرت المفضليات (نسبة إلى جامعها مفضل الضبيّ) التي ترجمها لال (مستشرق) فيما بعد. فيها 132 قصيدة وقطعة (جاهلية وإسلامية من العهدين الراشدي والأموي). ما يميز المجموعة أنها تمثل طبقات اجتماعية مختلفة. وهي المجموعة الثانية المهمة بعد المعلقات، أوليت اهتماما كبيرا لغناها اللغوي.
ثالثا: الأصمعيات للأصمعي – عبد الملك بن قُرَيْب من علماء القرن الثاني- الثالث. فيها 72 أو 92 قصيدة ومقطوعة، وذلك لأن المخطوطات القديمة جمعت المفضليات والأصمعيات في كتاب واحد تم الفضل بينهما في ما بعد، دخل قسم من المفضليات على الأصمعيات فصارت 92. مجموعة مهمة لكننا نجد العلماء القدماء لم يهتموا بها كما اهتموا بالمفضليات وذلك في الشروحات حيث شرحت مرات عديدة بينما الأصمعيات لم تشرح سوى مرة واحدة.

























المحاضرة الثالثة
-3-
25\2\2008
رابعا: كتاب جمهرة أشعار العرب
المؤلّف : أبو زيد القرشي وهو شخصيّة لم تتناول الكتب التاريخيّة عن حياته الكثير سوى أنه عاش في أواخر القرن الرابع وأوائل الخامس للهجرة، يتميّز يميله للإسماعيليّة الشّيعيّة. يعطينا الكاتب بعد المقدّمة 7 مجموعات من الشعر في كل مجموعة 7 قصائد كاملة بدون مقطوعات ومعنى هذا أنّ الكتاب يحتوي على 49 قصيدة.
أوّلا: المعلّقات وهي قصائد لسبعة شعراء. هذه المجموعة موجودة في أكثر من مصدر ووجودها هنا يساعد على تحقيق نصوصها.
ثانيا: المجموعة الثانية: المجمهرات كما سمّاها من النّاقة الجمهور أي القوية. هنا أيضا سبع قصائد.
ثالثا: المنتقيات وهي قصائد سبع منها ما هو للمقرّش الأصغر والمهلهل وعروة بن الورد.
رابعا: المذهّبات: المكتوبة بماء الذّهب وهذه المجموعة تحتوي على شعراء سبع أيضا منهم من هم إسلاميّون ومنهم من هم جاهليّون.
خامسا: المراثي: وهم أيضا قصائد لشعراء جاهليين وإسلاميين إنما المعظم للإسلاميين.
سادسا: المشوبات: القصائد التي يختلط بها الكفر والإيمان. مثال على ذلك : الحطيئة وقصائده.
المجموعة الأخيرة: المُلْحَمات، القصائد المتينة وهي مجموعة لشعراء مسلمين أمويين .
* دار صادر للكتاب: نجد في طبعة هذه المكتبة خطا في ذكر عنترة ضمن المجموعة الأولى مما استوجب حذفها وبقيت المجموعة بستّ قصائد.
* المؤلّف كما ذكرنا شيعي إسماعيلي من الرّقم 7 – الرّقم المقدس الذي يؤمن به الشيعة، حيث الأئمّة السبعة.
خامسا: كتاب الحماسة: لأبي تمّام.
أبو تمّام شاعر عبّاسي عاش في القرن الثاني والثالث توفي عام 231 ه في أثناء سفره كان في شمال بلاد فارس ونزل في تلك البلاد ثلج مما اقتضى لأجل قضاء الوقت استخدام المكتبة هناك وأخرج منها مجموعة طيبة رتبها على حسب مواضيع معينة سمي الكتاب على اسم المجموعة الأولى.
الفصول أو الأبواب عشر كما يلي:
1- الحماسة: وهو أكبر وأطول وأغنى الأبواب، تشمل كل ما يتعلق بالحرب من أدوات سير المعركة، الخيل وغيرها. جميع فيها 400 مقطوعة.
2- المراثي: شعر الرّثاء لشعراء جاهليين وإسلاميين (كل الأبواب تحتوي على شعر من الفترتين إنما التركيز على ما جيء في الجاهلية.
3-باب الأدب : أي التهذيب وشكوى العجائز من معاملة أبنائهم على شكل مقطوعات.
4- باب النّسيب: وهو الموضوع الأوّل الذي تتناوله القصيدة العربيّة عموما. يحتوي على مقطوعات قصيرة تذكر فيها المحبوبة والأطلال.
5- باب الهجاء: يتخصص بالهجاء الصفات المهجوة من الفضائل النفسية لا الشكلية ولكن في العهد المتأخر وجدنا الوصف الشكلي في شعر الهجاء.
6- باب الأضياف والمديح: والحديث عن حسن الضيافة
7- باب الصّفات: هنا الوصف يشمل كل المواضيع الممكنة
8-باب السير والنعاس : المقصود هو السفر في الصحراء والنعاس في السفر.
9- باب المُلَح: (جمع ملحة) وهي النِّكات.
10- باب مذمّة النساء: أبو تمام في هذا الباب يتناول مجموعة شكاوى عن النّساء ومن المفارقات أن ابن قتيبة في كتابه "عيون الأخبار" ذكر في الباب العاشر مذمّة النّساء.
رتبت المواضيع حسب أهمية الموضوع
هذا الكتاب الذي سمي بالحماسة الكبرى فيه من القصائد القليل، معظمه مقطوعات قصيرة لأنه لم يهتمّ بحجم المادة الشعرية بل بموضوعها، والدليل وجود باب النسيب وهو مطالع لقصائد عربية.
قام أبو تمام في وقت لاحق بإيجاد مجموعة شعرية ثانية قام بجمعها في مجموعة تسمى (الوحشيات) يقال أيضا أنها سميت (الحماسة الصغرى). الفرق الأساسي بين المجموعتين أن الكبرى تحتوي قصائد ومقطوعات أما الثاني فمقطوعات قصيرة أو أبيات فردية ضائعة لشعراء معمورين ومن هنا جاء الاسم : الشعر النادر أو الضائع.
كتاب الوحشيات رتب على نفس نهج تنظيم كتاب الحماسة الكبرى مع تعيير في الباب الثامن حيث كان –باب المشيب (الشيب) توفي أبو تمام سنة 230هـ، إن صح ذلك فهذا يعني أن الجمع كان في فترة قريبة للجاهلية.
بعد أبي تمام بدأ الكتاب يهتمون بجمع الشعر تحت عنوان الحماسة مع نسبها لنسب الجامع كالبحتري والذي توفي بعد أبي تمام بخمسين عاما جمع حماسة البحتري على غرار فكرة أبي تمام كما سبق وذكرنا ، لكن الفصول قصيرة جدا وعدد الأبواب أكبر بكثير. والواقع أنّ الظاهرة لم تتوقف عند البحتري فحسب، إذ نلاحظ وجود الحماسة العسكريّة لأبي هلال العسكري بنفس المعايير، وحتّى اليوم لا زالت هذه الظاهرة حيث قام مستشرق بجمع شعر في مجموعة أسماها الحماسة الشعرية لتعليم طلابه الشعر من خلالها. إنّما نستطيع القول بأن حماسة أبي تمام هي الأهم على الإطلاق والأقرب إلى العهد الجاهلي، قام أبو تمام من خلالها بجمع شعر من مجموعات ضاع معظمها اليوم، كما أنّها الأهم من حيث النصوص التي عولجت فأعطت ملامح ومعالم للفترة الجاهليّة.
*نلاحظ أن الحماسات على اختلافها وصلت حتّى 40 حماسة.
بعد هذه الشروحات لأهم المجموعات الشعرية يجدر الإشارة فقط أنّ كثيرا من الرّواة جمعوا الشعر واهتموا على إزالة المزيّف منه. وصلنا منها مخطوطات كثيرة طبعت في دواوين، وهي عمليّة صعبة ومعقّدة لكنها في غاية الأهميّة. يمكن اعتبار الدواوين إذا مجموعات أساسية للشعر الجاهلي شريطة أن يكون الشعر الجاهلي أساسا موجود في الشعر وكتب الأدب القديمة.

الشّعراء الذين جمعوا الشّعر الجاهلي:
1- أبو العلاء عمرو بن العلاء – 54- 70 هـ (عاش في القرن الهجري الأول ومات القرن الثاني)، أوّل من اهتمّ بالشّعر الجاهليّ وجمعوه. ولد في فترة قريبة إلى الفترة الجاهليّة. أحد القرّاء السبعة. معنى ذلك أنّه شخصيّة دينيّة مهمّة كان لها تأثير كبير، يثق به قرّاؤه والدّارسون، في ترجمته في الكتب القديم ذكر أن أحد تلاميذه أراد معرفة اسمه الشخصيّ فلم يجرؤ لهيبته. لذا، السيوطي وغيره يقترحون 21 تسمية له من ضمنها اسمه الشخصيّ. يقول أبو عبيدة أحد تلامذة أبو عمرو "سمعت بشّارا يقول وقد أنشد في شعر الأعشى (...) فأنكره فقال : هذا كلام مصنوع ليس للأعشى فلما مرت عشر سنوات كنت عند يونس فقال أنه من صنع أبو عمرو بن العلاء نسبه للأعشى فعجب من قدرة بشار على اكتشاف ذلك"- أخذ من كتاب الأغاني وكتاب الأعيان. هذه هي الرواية الوحيدة التي فيها شك برواية أبي عمرو بن العلاء. مارغوليوث أخذ هذه الرّواية وربطها في رواية أخرى. قبل موته أمر أبو العلاء بحرق كل الروايات التي جمعها. وطه حسين وافقه الشكّ كذلك. نلاحظ أصلا في القصة السابقة أن الغرض منها إظهار قدرات بشار لا التشكيك برواية أبي عمرو بن العلاء
2- حمّاد الرّاوية: هو جامع المعلقات. حماد بن عبيد الديلمي نسبة لبلاد الديلم في شمال بلاد فارس عاش في الفترة التي عاش فيه أبو عمرو بن العلاء تقريبا حتى أواسط القرن الثاني. كان مخضرم الدولتين. عاش في البصرة مع مجموعة من الشباب اللاهية شاربي الخمر واشتهر من بينهم حماد بن الزبرقان وحماد بن عجرد (الحمادون الثلاثة). للحماد عجرد ديوان مطبوع، كان حماد الراوية مقربا لبني أميّة (أواخر العصر الأموي)، في العصر العباسي لم ينجح في التقرب من العباسيين ويقال في الأخبار أن المنصور عامله بقسوة لأنه كان مقربا من الأمويين سابقا. ومع ذلك حاز على لقب راوية. الراوية لغة: وعاء جلدي. لقب جامع الشعر وحافظه بالراوية لشبهه من الوعاء حفظه الشعر بكمية كبيرة. جاء في الأغاني خبر مفاده أن الوليد سأله لم سمي بالراوية قال له: إن كلام العرب يجري على 28 حرفا أسمعك في كل منها 100 قصيدة فاستحسن الوليد ذلك وصرفه بعد أن كافأه. هناك تقييمات كثيرة لحماد. البعض يقدره كثيرا كالهيثم بن عدي والأصمعي حيث قال عنه: كان أعلم الناس إذا نصح. المفضل الضبي انتقده مدعيا أن تزييف حماد للشعر لا يصلح أبدا، قيل هل كان يلحن أو يخطئ ولكن الضبي أكد انتحاله الشعر وتزييفه مما يسبب عدم المصداقية في الرواية وضياع الشعر الجاهلي . خلف الأحمر أكد انتحال أستاذه حمدا الشعر حيث قال: كنت آخذ منه الصحيح وأعطيه المنحول فيأخذها ويدخلها في رواياته. وهكذا، نقرأ روايات منها ما هو مع ومنها ما هو ضد عامل التنافس بين المذاهب أو الأفراد، مما يؤدي إلى اختلاق روايات مختلفة. العباسيون لم يحبّوا حمّاد ولم يقرّبوه إليهم، كان هذا سببا للتشكيك في رواية حمّاد، أضف إلى ذلك تصارع الرّواة فيما بينهم، عدا عن الصراع بين الكوفة والبصرة وقد كانتا مركزين أدبيين مهمّين. كان حمّاد كوفيّا بينما الأصمعي من البصرة. يبقى السّؤال: إن كان الرّاوية شاعرا فلماذا ينسب شعره لغيره؟ هذه نقطه يجب أن توضع بالحسبان، ولكن ومع ذلك لم نجد شعرا لحمّاد، وأغلب الرّوايات يمكن أن نكتشف انتحالها. حمّاد لم يترك مجموعة خاصة تحمل اسمه سوى أنّه أخرج 12 قصيدة جاهليّة وإسلاميّة منها اختيرت المعلّقات في الفترة الأمويّة.
3- خلف الأحمر: من علماء القرن الثّاني للهجرة. وهو –كما يتّضح من تفاصيل حياته- من الموالي. ولد في البصرة، وهناك تعلّم العلوم العربيّة وصار راوية، إضافة إلى كونه شاعرا ذكر له ديوان شعر، وصلنا منها قصيدة واحدة عن الحياة في الصّحراء. كان خلف أستاذا لأبي نواس، عندما مات رثاه أبو نواس. إلى جانب ديوان الشعر له كتاب ثانٍ، حول تسميته سجليه: فإما أنه جبال العرب أو العرب ولا نعرف أيهما الأصح (وهو غير موجود). مثلما حدث مع غيره من الرواة يتهم خلف بأنه زيف الشعر خاصة شعر الصعاليك كتزييف لامية العرب للشنفرى وأخرى لتأبط شرا كمثال. أيضا، تبقى ثغرة الشك في كون الراوية شاعر وينسب شعره إلى غيره من الشعراء بالرواية. يقال أن خلف قبل مماته طلب من أقربائه إحضار الشعر ليدلهم على الصحيح، فلم يسمحوا له. يقول ابن سلام الجمحي (طبقات الشعراء) في مقدمة الكتاب: "أجمع أصحابنا أنه كان أفرس الناس ببيت شعر وأصدقه لسانا، كنّا لا نبالي إذا أخذنا عنه خبرا وأنشدنا شعرا ألا نسمعه من صاحبه". جاء الاقتباس كردّ على طه حسين حيث أخذ رأي ابن سلاّم هذا ليبني شكّه عليه. الجاحظ كذلك يشهد لخلف الأحمر في مستهل قول له يبتدئه بـِ: " ولقد ولدوا على لسان خلف الأحمر والأصمعي..". لم يصلنا من خلف مادة مكتوبة،، بل مخطوطة بيد تلاميذه، وعلى يد الذين دخلوا بعده في طور التّأليف والجمع.
في القرن الثاني والثالث: بداية التدوين وحركة التدوين تطوّرت كثيرا، ولم تقتصر على تدوين الشّعر فحسب بل إلى أنواع عديدة من العلوم كذلك.
الواقع أنّ الفترة التي فصلت عهد التدّوين الكتابيّ عن عهد الرّواية الشفوية كانت كبيرة مما أتاح مجالا للشكّ، والتي استحوذت على اهتمام الباحثين ، حتّى خلصوا أخيرا إلى أن الشعر الجاهلي ونظام القصيدة كانا موجودين، واستمرا حتى العهد الإسلاميّ الأوّل وداما حتّى العصر الحديث (شعر أحمد شوقي كمثال).

نموذج معلّقة: ألا هبّي لعمرو بن كلثوم: القصيدة 106 أبيات، في مصادر أخرى تصل إلى أقل أو أكثر. مشكلة القصيدة الثانية هي في الأبيات في مصداقية مقطوعات القصيدة. على سبيل المثال الأبيات 1-8 لا يحتويان ظاهرة التصريع الشائع استخدامها في البيت الأول من القصيدة. في البيت التاسع نجد هذه الظاهرة، مما يدفعنا للشك في تزييف وانتحال الأبيات الأوائل.نجد في مطلع القصيدة وصفا للخمر وأماكن اجتراعها (أندرين، بعلَبك) ينتقل بعدها إلى وصف المرأة، والأطلال، مع التطرق إلى مدى معاناته إثر فراق المحبوبة، وفي انتقال بعدها إلى الموضوع الأساسي للقصيدة وهو الفخر. يجب أن نعلم أن الشاعر كان سيّد بني تغلب وخطيبهم، لذلك. يستوجب أن نذكر أنّ عمرو بن هند (وهو ملك الحيرة- منطقة موجودة في من المناذرة التابعين لبلاد فارس، والتي حاولت أن تخضع القبائل العربيّة للسلطة الفارسيّة) كان على عداوة مع عمرو بن كلثوم على إثر أسر بعض أفراد القبائل خاصّة بكر وتغلب، ومعاملة عمرو بن هند أسرى بكر أفضل من أسرى تغلب. نظم ابن كلثوم هذه القصيدة عتابا له، ومفاخرة بنسبه وتاريخه وتاريخ قبيلته أيضا وعزّها ليبرهن له عراقة أصله. من البيت 23يبدأ الموضوع الأساسي حتّى نهاية القصيدة والفخر والتّهديد هو بيت القصيد . يعالج الشاعر الموضوع باقتران الماضي بالحاضر، ويبالغ في الوصف وهذا جزء من الأسلوب حتى يعطي الانطباع بكثرتهم وقوّتهم، بل إنّهم حتّى لا يخافون الملك ويستطيعون تأديبه وحاشيته وبذا، يحاول زرع الخوف والرهبة في قلوبهم.
هنالك فكرت راجت حول هذه المعلقة فيها قيل أنّ ارتجالها في حالة غضب أدّى إلى تبرير التكرار بالحالة الطبيعية، حتّى قيل أيضا، بأنّ الشاعر ابن كلثوم جزّ رأس ابن هند إثر استشاطة غضبه!
- ملحوظة جانبيّة :حينما يبدأ الشّاعر بأيّ قافية فيجب أن يلتزم بها حتّى النّهاية، كما البحر الشعريّ وحركات القافية (وهذا الأمر لا ينطبق على الرّجز دوما).




المحاضرة الرّابعة
-4-
3/3/08
بعض شعراء المعلّقات:
* امرؤ القيس: يعتبر أفضل شعراء الجاهلية، وضع أسس تأسى بها كثيرون بعده. من قبيلة كندة، قبيلة يمنيّة تركت اليمن وجاهرت شمالا. استوطنت في وسط الجزيرة وسيطرت على القبائل المحيطة بها خاصة قبيلة أسد، وعملت شبه إمارة كان على رأسها حِجر –آكل المرّار- (امرؤ القيس ابن حجر). كان لهذه الإمارة حروب مع الغساسنة لأنّها كانت تميل للروم وكانت تقع الإمارة آنذاك تقع بين بلاد فارس والغساسنة ( وحجر وإمارته كانوا يميلون للفرس). قيل أنّه- وبتأثير العلاقة بين فارس وحجر- أمر حجر باعتناق المزكديّة نسبة لمزدك (معتقد إيرانيّ ثانوي يدين بإله الخير والشر معا). بعد فترة تغيّر ملك إيران (بلاد فارس سابقا) فكان كسرى أنو شروان، وقد حارب المزكديّة.
شعر حجر أنّ بنو أسد قد يثورون عليه ويقتلونه، ليتحرروا من حكمه، وكان ذلك. حاول أبناؤه الأخذ بالثأر لكنهم فشلوا، وامرؤ القيس منهم وقد سمي "أميرا لا إمارة".
كان امرؤ القيس في حياته لاهيا متعهرا غنيّا ملك من وقت الفراغ ما يمكنه من اللهو. يمكننا تقسيم حياة الشاعر هذا إلى قسمين:حياة اللهو أولا والحياة بعد موت والده ثانيا. في القسم الأول كان شاعرا لاهيا صيادا، ماجنا، انعكس ذلك في ديوانه. في القسم الثاني صار شاعرا يبحث عن إمارة ضائعة، يحاول أن يعود إليها فيحكمها، ولكن محاولاته كانت تبوء بالفشل.
ادعى طه حسين بأنّ اليمني يختلف من حيث لغته عن الشمالي، ومنبع الشك في شعر امرؤ القيس أنه يكتب بلغة أهل الشمال. كان الرد على طه حسين بأنّ امرؤ القيس ولد في الشّمال.
عبيد بن الأبرص (الأبرش –وهو داء جلديّ) كان معاصرا لامرئ القيس، أسدي الأصل هجا امرئ القيس وقبيلة كندة. في مصادر الأدب ما يسمى بالمماتنة بين شاعرين وهي أن يقول أحد الشاعرين بيتا من الشعر على شكل سؤال، فيرد عليه الآخر ببيت من الشعر كجواب.
مثلا: يقول عبيد ابن الأبرص:
ما القاطعات لأرض لا أنيس بها تأتي صراعا وما يرجعن أنكاسا
فيردّ امرئ القيس:
تلك الرّياح إذا هبّت عواصفها كفا بأذيالها للترب كناسا
**هنالك كتاب اسمه "الشعراء المراقسة" فيه ذكر لـِ 16 شاعرا جاهليّا كلّهم يحملون اسم امرئ القيس، مما قد يسبب البلبلة
ديوان امرئ القيس محقق مطبوع فيه ثلاثة أقسام، إذا أخذنا القسم الأول الثابت أنّه لامرئ القيس بن حجر، يصف حياة المتع والرفاهية، المتسم بالإباحيّة. في المعلقة يذكر لنا من مغامراته في مكان اسمه دارة جنجل وهو مكان فيه بركة للنساء، من بينهنّ صديقته حيث أخذ ملابسها مما اضطرها إلى الخروج عارية. قيل كان متعهرا في شعره، رغم أسلوبه القصصي المنصبّ في قالب شعريّ "جميل" بغضَ النّظر عن الناحية الأخلاقيّة
في القرن الهجري الثالث تنبه النقاد لفكرة الدين والشعر ففصلوا بين الشعر والدين، من ضمنه شعر امرئ القيس، وهو شاعر جاهليّ قديم، بل يقال أنّه أوّل شعراء الجاهليّة. مصادر أخرى تذكر أبو دؤاد الإياديّ ويقال أن امرئ القيس كان راوية له
في شعر امرئ القيس إشارة أخرى إلى وجود شاعرين سبقوه: حيث في بيت شعر يقول:
عوجا على الطلل المحيل لعلّنا نبكي الدّيار كما بكا ابن حزام.
هذا يعني أنّ امرئ القيس كان يحاول أن يقلد شاعرا سبقه.
في شعره، يبدو امرئ القيس شاعرا معتمدا على الصور المحسوسة. ينعكس ذلك في وصف جسد المرأة ومفاتنها، وكذلك الحصان وأهميته للصيد لا للحرب قبل مقتل والده.
مطلع المعلقة: في الشطر الأول حوار مع ذات الصديقين. بكلمات أخرى هو بنفسه بكا واستبكى ووقف واستوقف بنصف بيت. حسب رأي النقاد التعبير موجز بكلمات قليلة لفكرة عظيمة جدا. أما المثنى (الصديقين) فلها ت
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 07/09/2012
الموقع : بيع مستلزمات المدارس والجامعات والطباعة والنسخ والتصوير

https://elgamha.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى